منارات العرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يضم كل المواضيع المفيده و القيمه


    نظرة في شموخ اليتم

    وسام الشجاعة
    وسام الشجاعة


    المساهمات : 76
    تاريخ التسجيل : 29/04/2009

    نظرة في شموخ اليتم Empty نظرة في شموخ اليتم

    مُساهمة  وسام الشجاعة الخميس أبريل 30, 2009 4:53 am

    نَظرةٌ في شموخ اليُتم

    أسمى صفاتِكَ أنْ تكون كريما **** وتكونَ بَراً بالعباد رحيما

    أسمى صفاتِكَ أنْ تكونَ مميَّزاً **** بسداد رأيكَ في الأمور، حكيما

    تسعى بكَ الدنيا، وأنتَ تقودُها **** بالحقِّ، تُسْعِدُ قلبها المهموما

    تلقى الخطوبَ وأنتَ أرفَعُ هامةً **** منها، وتأنَف أنْ تعيش ذَميما

    أسمى صفاتكَ أنْ ترى الدنيا بلا **** غَبَشٍ، وأنْ يبقى الفؤادُ سليما

    أنْ تجعل التاريخَ يَمْلأُ كأسَه **** وتكونَ أنتَ رحيقَها المختوما

    ترمي بسهمكَ، لا لِتَقْتُلَ آمناً **** لكنْ لتحرُسَ خائفاً محروما

    تسعى إلى كَسْبِ العلومِ تقرُّباً **** للهِ، لا ليُقَالَ: صار عليما

    أسمى صفاتكَ أنْ تحلِّقَ عالياً **** بجناح عدلكَ، تنصر المظلوما

    يا حاملَ الدُّنيا على كتفِ الرِّضا **** يا من رأيتُكَ للجَفاءِ غَريما

    يا ساعياً للخير في العصر الذي **** ما زال حَبْلُ وفائه مصروما

    للخير أغصانٌ تطيب ثمارُها **** فامنحْ جَناها خائفاً وعَديما

    واحملْ إلى أفيائها الطفلَ الذي **** ما زال في حُفَرِ الشقاء مقيما

    فلَرُبَّ ماسحِ أَدْمُعٍ من مقلةٍ **** تبكي، رأى فضلاً بهنَّ عَميما

    انظرْ إلى وجه اليتيمِ، ولا تكنْ **** إلا صديقاً لليتيمِ حميما

    وارسمْ حروفَ العطف حَوْل جبينهِ **** فالعَطْفُ يمكن أنْ يُرى مرسوما

    وامسح بكفِّكَ رأسه، سترى على **** كفَّيكَ زَهْراً بالشَّذَا مَفْغُوما

    ولسوف تُبصر في فؤادكَ واحةً **** للحبِّ، تجعل نَبْضَه تنغيما

    ولسوف تبصر ألفَ ألفِ خميلةٍ **** تُهديك من زَهْر الحياةِ شَميما

    ولسوف تُسعدكَ الرياضُ بنشرها **** وتريكَ وجهاً للحنانِ وسيما

    انظرْ إلى وجه اليتيم وهَبْ له **** عَطْفاً يعيش به الحياةَ كريما

    وافتحْ له كَنْزَ الحنانِ، فإنما **** يرعى الحنانُ، فؤادَه المكلوما

    لولا الحنانُ لَمَا رأيتَ سعادةً **** لولا السماءُ لَمَا رأيتَ نجوما

    لولا الرّياحُ لَمَا رأيتَ لَواقحاً **** لولا البحارُ لَمَا رأيتَ غيوما

    لولا الغصونُ لما رأيتَ ظِلالَها **** لولا الرعودُ لَمَا سمعتَ هَزيما

    لولا الربيعُ لما رأيتَ زُهورَه **** تشدو، ولا لامَسْتَ فيه نَسيما

    يا كافلَ الأيتامِ، كأسُكَ أصبحتْ **** مَلأَى، وصار مزاجُها تسنيما

    ما اليُتْمُ إلاَّ ساحةٌ مفتوحةٌ **** منها نجهِّز للحياةِ عظيما

    ونحوِّل الحرمانَ فيها نعمةً **** كُبْرى تُزيل عن الفؤادِ هموما

    قَسَمَ الإلهُ على العباد حظوظَهم **** فالكلُّ يأخذ حَظَّه المقسوما

    وسعادةُ الإنسانِ أن يرضى بما **** قَسَمَ الإلهُ، ويُعلنَ التَّسليما

    قالوا: اليتيمُ، فقلتُ: أَيْتَمُ مَنْ أرى **** مَنْ كان للخلُقِ النَّبيل خَصيما

    قالوا: اليتيمُ، فقلتُ أَيْتَمُ مَنْ أرى **** مَنْ عاشَ بين الأكرمينَ لَئيما

    كم رافلٍ في نعمةِ الأبويْن، لم **** يسلكْ طريقاً للهدى معلوما

    يا كافلَ الأيتام، كفُّكَ واحةٌ **** لا تُنْبِتُ الأشواكَ والزَّقُّوما

    ما أَنْبَتَتْ إلاَّ الزُّهورَ نديَّةً **** والشِّيحَ والرَّيحانَ والقَيْصُوما

    أَبْشِرْ فإنَّ الأَرْضَ تُصبح واحةً **** للمحسنين، وتُعلن التكريما

    أبشرْ بصحبةِ خيرِ مَنْ وَطىءَ الثرى **** في جَنَّةٍ كمُلَتْ رضاً ونَعيما

    قالوا: اليتيمُ، وأرسلوا زَفَراتهم **** وبكوا كما يبكي الصحيحُ سَقيما

    قلت: امنحوه مع الحنانِ كرامةً **** فلرُبَّ عَطْفٍ يُوْرِثُ التَّحطيما

    ولَرُبَّ نَظْرةِ مُشفقٍ بعثتْ أسىً **** في قَلبه، جَعَلَ الشفيقَ مَلُوما

    قالوا: اليتيمُ، فَمَاج عطرُ قصيدتي **** وتلفَّتتْ كلماتُها تَعظيما

    وسمعْتُ منها حكمةً أَزليَّةً **** أهدتْ إِليَّ كتابَها المرقوما:

    حَسْبُ اليتيم سعادةً أنَّ الذي **** نشرَ الهُدَى في الناسِ عاشَ يَتيما

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 06, 2024 6:39 am