منارات العرب

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى يضم كل المواضيع المفيده و القيمه


    شـموخ الصـابريـن

    وسام الشجاعة
    وسام الشجاعة


    المساهمات : 76
    تاريخ التسجيل : 29/04/2009

    شـموخ الصـابريـن Empty شـموخ الصـابريـن

    مُساهمة  وسام الشجاعة الخميس أبريل 30, 2009 4:28 am

    شـموخ الصـابريـن

    لحقَ الشيخُ بركبِ الصالحين **** فلماذا يا جراحي تنزفين؟

    ولماذا يا فؤادي تشتكي **** ولماذا يا دموعي تَذرفين؟

    رحل الشيخ عن الدنيا التي **** كلُّ ما فيها سوى الذِّكر لَعين

    فارقَ الدنيا، وما الدنيا سوى **** خيمةٍ مَنصوبةٍ للعابرين

    فارقَ الدنيا التي تَفَنَى إلى **** منزلٍ رَحبٍ وجناتٍ، وَعِين

    ذاكَ ما نرجو، وهذا ظنُّنا **** بالذي يغفر للمستغفرين

    رحل الشيخُ على مِثلِ الضُّحَى **** من صلاحٍ وثباتٍ ويقين

    فلماذا أيُّها القلبُ أرى **** هذه اللَّوعَةَ تسري في الوَتين؟

    ولماذا يا حروفَ الشعر عن **** سرِّ آلام فؤادي تكشفين

    أتركي الحسرةَ في موقعها **** تتغذَّى من أسى قلبي الحزين

    وارحلي بي رحلةً مُوغلة **** في حياةِ العُلماءِ الأكرمين

    واسلُكي بي ذلكَ الدَّربَ الذي **** ظِلُّه يحمي وجوهَ السالكين

    يا حروفَ الشعر لا تَصطحبي **** لغةَ الشعر الى جُرحي الدَّفين

    ربماأحرقها الجرحُ، فما **** صار للشعر فَمٌ يَروي الحنين

    واتركي لوعةَ قلبي، إنَّها **** تارةً تقسو، وتاراتٍ تَلين

    وادخلي بي واحةَ العلم التي **** فُتحت أبوابُها للوافدين

    عندها سوف نرى النَّبعَ الذي **** لم يزل يَشفي غَليلَ الظامئين

    شيخُنا ما كانَ إلاَّ عَلَماً **** يتسامى بخشوع العابدين

    عالمُ السنَّةِ والفقهِ الذي **** هزَمَ اللهُ به المبتدعين

    لا نزكّيه، ولكنَّا نرى **** صُوراً تُلحِقُه بالصادقين

    في خيوط الشمس ما يُغني، وإن **** أنكرتها نظراتُ الغافلين

    راحلٌ ما غاب إلا جسمُه **** ولنا من علمه كنزٌ ثمين

    ما لقيناه على دَربِ الهوى **** بل على دَربِ الهُداةِ المهتدين

    لكأني أُبصر الدنيا التي **** بذلت إغراءَها للناظرين

    أقبلت تَعرض من فتنتها **** صوراً تَسبي عقول الغافلين

    رقصَت من حوله، لكنَّها **** لم تجد إلا سُموَّ الزَّاهدين

    أرسل الشيخُ إليها نَظرةً **** من عُزوف الراكعين الساجدين

    فمضت خائبةً خاسرةً **** تتحاشى نظراتِ الشَّامتين

    أخرجَ الدنيا من القلبِ، وفي **** كفِّه منها بلاغُ الراحلين

    لم يكن في عُزلةٍ عنها، ولم **** يُغلقِ البابَ عن المسترشدين

    غيرَ أنَّ القلبَ لم يُشغَل بها **** كان مشغولاً بربِّ العالمين

    أوَ ما أعرض عنها قَبلَه **** سيِّدُ الخلقِ، إمامُ المرسلين

    أيُّها الشيخُ، لقد علَّمتنا **** كيف نرعى حُرمَةَ المستضعفين

    كيف نَستَشعِرُ من أمَّتنا **** صرخة الثَّكلَى ودَمعَ الَّلاجئين

    كيف نبني هِمَّةَ الجيل على **** منهج التقوى، ووعي الراشدين

    كنتَ يا شيخ على علمٍ بما **** نالنا من غَفلةِ المنهزمين

    قومُنا ساروا على درب الرَّدَى **** فغدوا ألعوبةَ المستعمرين

    شرَّقوا حيناً وحيناً غرَّبوا **** واستُبيحت أرضهم للغاصبين

    هجروا الصَّالحَ من أفكارهم **** فتلقَّتهم يدُ المستشرقين

    وارتموا في حضن أرباب الهوى **** من ذيول الغاصب المستعربين

    ضيَّعوا الأقصى وظنُّوا أنَّهم **** سوف يحظون بِسِلمِ المعتدين

    فإذا بالفارس الطفل على **** هامة المجد ينادي الواهمين

    صاغها ملحمةً قُدسيَّةً **** ذكَّرتنا بشموخ الفاتحين

    قالها الطفلُ، وقُلنا معه **** إنَّ بيعَ القدس بَيعُ الخاسرين

    أيُّها الشيخُ الذي أهدى لنا **** صُوَراً بيضاءَ من علمٍ ودين

    لم تكن تغفل عن أمَّتنا **** وضلالاتِ بَنيها العابثين

    كنتَ تدعوها إلى درب الهُدَى **** وتناديها نداءَ المصلحين

    قلتَ للأمةِ، والبؤسُ على **** وجهها الباكي غبارٌ للأنين

    إنما تغسل هذا البوسَ عن **** وجهكِ الباكي، دموع التائبين

    أيها الشيخُ الذي ودَّعَنا **** عاليَ الهمَّةِ وضَّاح الجبين

    نحن نلقاك وإن فارقتَنا **** في علومٍ بقيت للرَّاغبين

    أنتَ كالشمسِ إذا ما غَربَت **** أهدتِ البَدرَ ضياءَ المُدلجين

    أنتَ ما ودَّعتَنا إلاَّ إلى **** حيث تُؤويكَ قلوبُ المسلمين

    إن بكيناكَ فإنّا لم نزل **** بقضاء الله فينا مُوقنين

    في وفاةِ المصطفى سَلوَى لنا **** وعزاءٌ عن وفاةِ الصالحين

    ذلك الرُّزءُ الذي اهتزَّ له **** عُمَرُ الفاروقُ ذو العقل الرزين

    ماتَ خيرُ الناس، هذا خَبَرٌ **** ترك الناسَ حيارى تائهين

    طاشت الألبابُ حتى سمعوا **** ما تلا الصدِّيقُ من قولٍ مُبين

    لا يعزِّينا عن الأحبابِ في **** شدَّةِ الهول سوى مَوتِ الأمين

    إنها الرُّوح التي تسمو بنا **** ويظلُّ الجسم من ماءٍ وطين

    يحزن القلب ولكنَّا على **** حُزنه نَبني شموخ الصابرين

    كلُّنا نفنَى ويبقى ربُّنا **** خالق الكون ملاذُ الخائفين

      الوقت/التاريخ الآن هو الأربعاء نوفمبر 06, 2024 6:29 am