يندرج فتح الأندلس في سياسة الفتوحات، التي بلغت مداها في عهد الخليفة الأموي (المرواني) الوليد بن عبدالملك، غير أنه امتاز عن سواه من العمليات الحربية الكبيرة، بسماتٍ، إن لم نقل بخصوصيات، ظلّت عبر القرون تستفزّ «قرائح» المؤرخين، فيلجأون إلى فرضيات تتعمّد أحيانًا الإثارة، من خلال مرويات أَطلقت العنان للخيال، ليبنوا عليها أوهامًا، أو على الأقل، شكوكًا، ما برحت تنال من صدقية الحدث الذي كاد «يقلب» التاريخ، ويُعيد رسم خارطة العالم الأوربي، لو تمّ - بالدقة عينها - ضبط التوقيت، بما يطابق انتشار العرب المسلمين في شبه الجزيرة الإيبيرية.